تجديد درة الملاعب- مدينة الملك فهد الرياضية بحلة مستقبلية لكأس آسيا 2027

بعد مرور عقدين وثمانية وثلاثين عامًا، تخلت مدينة الملك فهد الرياضية عن ثوبها الأبيض المعهود، وذلك استعدادًا لإطلالة بهية وحلة قشيبة، ترقبًا لاستقبال فعاليات رياضية جليلة، وعلى رأسها كأس آسيا 2027، التي تحتضنها المملكة العربية السعودية للمرة الأولى في تاريخها.

"درة الملاعب" أو "جوهرة المستقبل"، تشهد تحولًا جذريًا مع إزالة السقف العتيق، حيث بدت وكأنها "هيكل عظمي شامخ"، بانتظار القبة السماوية الجديدة التي تتميز بإضافة ممشى "سكاي ووك" على جنبات الملعب من أعلى نقطة في السقف الجديد، مما يتيح الاستمتاع بمشاهد بانورامية آسرة تخطف الأبصار، فضلًا عن تطبيق تقنيات معاصرة لتنظيم المناخ وتلطيف الأجواء الداخلية، بالإضافة إلى زيادة مساحة الظل في المدرجات.

يهدف هذا المشروع الطموح إلى تجديد المدينة الرياضية بالكامل، والارتقاء بسعتها الاستيعابية لتصل إلى سبعين ألف مقعد، علاوة على تحسين مرافقها المتنوعة، مما يجعلها وجهة مثالية لاستضافة المنافسات الرياضية الكبرى، حيث تشمل خمسة ملاعب جانبية، وملعبي تدريب معتمدين من "فيفا"، وقاعة رياضية لكرة القدم، وأكاديميتين مرموقتين لكرة القدم، وذلك وفقًا لما أعلنته وزارة الرياضة.

ولا تقتصر أعمال التطوير الشاملة على كرة القدم فحسب، بل تشمل أيضًا العديد من الرياضات الأخرى المتنوعة، بما في ذلك الدراجات والجري، حيث سيتم إنشاء مسار مخصص للدراجات وآخر للجري، بالإضافة إلى ملاعب جولف ذات جودة عالية، ومضمار رياضي مرن قابل للفك والتركيب، وصالة رياضية متعددة الأغراض.

كما أولت أعمال التطوير عناية فائقة بالخدمات المقدمة للجمهور والرياضيين على حد سواء، والتي تتجسد في مساحات خضراء واسعة تبعث على الهدوء والاسترخاء، ومتجر رياضي متكامل، ومتحف رياضي يروي تاريخ الرياضة وإنجازاتها، إضافة إلى نقاط بيع متعددة، ومسرح مفتوح، ومنطقة مخصصة للعروض والفعاليات.

ملعب الملك فهد الدولي، الذي تحول لاحقًا إلى مدينة رياضية متكاملة، افتتح في عام 1987، وقد استضاف في رحابه العديد من البطولات والأحداث الرياضية الهامة، وفي مقدمتها كأس القارات ثلاث مرات في الأعوام «1992 و1995 و1997»، كما سيكون من بين أبرز الملاعب التي ستحتضن مباريات كأس آسيا 2027.